صيف مسرحى ساخن لكنه لا يواكب حركة الجمهورية الجديدة

 

الكاتب والناقد الدرامي علي النجمي

المشهد الثقافى المصرى فى صيف ٢٠٢٣ و خصوصا المشهد المسرحى لا يساير حركة و ديناميكية و تطور الجمهورية الجديدة فى كل المجالات من بناء و تعمير و تشييد مدن جديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة و مدينة العلمين الجديدة و مدينة المنصورة الجديدة و مدينة بنى سويف الجديدة و مدينة المنيا الجديدة و مدينة سوهاج الجديدة و طرق و كبارى و أنفاق و إنشاء محطات سكك حديد جديدة و خطوط قطارات سريعة تربط بين كل المدن و الموانئ بشكل أسرع من الماضى بما يخدم حركة الصناعة و التجارة و السياحة فى الداخل و الخارج
و كذلك حركة التطور السريعة بإنشاء أكبر نهر صناعى فى العالم فى الصحراء الغربية يخدم و يساعد فى استصلاح ملايين الأفدنة الزراعية بما يخدم الأمن القومى المصرى
و كذلك التطور السريع و الملحوظ فى حركة الصناعة و إنشاء صناعات متطورة تخدم التكنولوجيا الجديدة كافتتاح مجمع مصانع الكوارتز بالعين السخنة إلتى تعتبر أكبر و أول تكنولوجيا فى الشرق الأوسط مما يعطى الريادة فى هذا المجال لمصر و يضعها على طريق التكنولوجيا الحديثة بخطى سريعة و يفتح الباب لأكثر من خمسة عشر صناعة عملاقة تؤتى ثمارها فى الجمهورية الجديدة و قبلها افتتح الرئيس السيسى مشروع المنطقة الصناعية في مدينة الروبيكى، وذلك في الجزء الخاص بالنسيج، والذى يضم 6 مصانع جديدة للغزل والنسيج حيث يضم المجمع الصناعى الجديد بالروبيكى فى مرحلته الأولى ٦ مصانع، هى مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك، و٣ مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل، وآخر للصباغة والطباعة، مجهزة بأحدث الماكينات التى تم استيرادها من أكبر وأهم الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال، لتعمل وفق أحدث النظم والبرامج التكنولوجية العالمية لتخدم الصناعة المصرية فى المنافسة العالمية و خصوصا مجال النسيج المصرى ذات الشهرة العالمية قديما و الجمهورية الجديدة تبعث الأمل فى عودته و بقوة من جديد
و كذلك التطور السريع فى حركة التطور السياسى و الديمقراطى و الإجتماعى بالإفراج عن مسجونين و إنشاء حوار وطنى يضم كافة أطياف الحركة الوطنية فى مصر و يضم جميع الأحزاب السياسية و الشخصيات المعارضة و فتح المجال و النقاش و الحوار للمشاركة الوطنية بما يخدم الحركة السياسية و الإجتماعية فى الجمهورية الجديدة و إعطاء المبادرة و المشاركة للشباب عن طريق المؤتمرات الدولية للشباب بشرم الشيخ و كذلك مؤتمر كتف بكتف فى أستاد القاهرة الذى يعد الحدث الخيرى الأكبر فى تاريخ الحماية الإجتماعية و فى مجال العمل التنموى المصرى و كذلك حركة التطور المذهلة إلتى تقودها الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى فى المجال الإجتماعى بتبنى أكبر مشروع إجتماعى فى تاريخ مصر و هو مشروع حياة كريمة لتطوير القرى المصرية بكافة الخدمات الصحية و الإجتماعية و الإنشائية من بناء مدارس و سجلات مدنية و طرق و مشروعات تخدم القرى و المواطنين بشكل رائع
كذلك حركة التطور السريعة فى المجال العسكرى و التحديث فى التسليح بأحدث طرق التسليح فى العالم و من جميع المصادر و إنشاء القواعد العسكرية المتطورة و المزودة بأحدث الأسلحة فى العالم كقاعدة برنيس أكبر قاعدة عسكرية فى البحر الأحمر و فى الجنوب و قاعدة محمد نجيب فى الشرق الأوسط و فى غرب مصر لحماية الأمن القومى المصرى و مفخرة لكل مصرى و عربى
إذن حركة و ديناميكية الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى فى كل المجالات الإنشائية و الزراعية و الصناعية و السياسية و الإجتماعية و العسكرية و غيرها من المجالات تعتبر بلا مبالغة من أسرع خطوات النمو و التطور فى الشرق الأوسط بل و فى العالم و يشهد بذلك القاصى و الدانى و لا ينكرها إلا جاحد و تلك الخطوات و الحركة السريعة و المتسارعة للجمهورية الجديدة لا يواكبها أو يتماشى معها بنفس الوتيرة و الإيقاع الزمنى حركة ثقافية تضئ الطريق لتلك الإنجازات و تقود الوعى الوطنى للتعريف و التأكيد على أهمية تلك الإنجازات التى يتم التشويش عليها من جهات عديدة فالحركة الثقافية هى المعنية فى المقام الأول بالوعى الوطنى جنبا إلا جنب مع جهات أخرى كالإعلام و التعليم و الأوقاف و لكن التأثير الثقافى أسرع لانه ياتى فى صورة ترفيه يبث رسائل تخدم المجتمع و خصوصا مجال المسرح فالمسرح منذ القدم يناقش هموم و مشاكل المجتمع و يتبنى القضايا المهمة و المؤثرة فى المجتمع و شريك أساسى و مهم فى تطور الحياة الإجتماعية فى أى مجتمع
و هذا الصيف أقيمت فاعليات و مهرجانات مسرحية مصرية فى صيف ساخن و لكنه لا يتواكب و لا يتماشى بنفس الوتيرة و الإيقاع مع حركة و تطور و نمو الجمهورية الجديدة فقد أقيم المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته ال ١٦من ٢٧ يوليو حتى ١٢ اغسطس بدار الأوبرا المصرية و مسارح القاهرة و كذلك مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر و التجريبى فى دورته ال ٣٠ على مسارح القاهرة و بعد أيام سيقام مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب فى دورته الثامنة
فالمهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته ال١٦ لم يتواكب و يتماشى مع فلسفة الجمهورية الجديدة فى التطوير و الإبداع و مناقشة قضايا المجتمع و أهم قضية فى المجتمع المصرى هى قضية التطور و مرحلة الجمهورية الجديدة بما تحملها تلك المرحلة من إنجازات غير مسبوقة لم يتضمن المهرجان عروضا تخدم تلك المرحلة و لا حتى تسلط الضوء على تلك المرحلة و لا تتفنن إدارة المهرجان أن تنتقى عروضا تتماشى مع تلك المرحلة فجاءت العروض تقليدية و كثير منها مقتبس عن أدبيات أجنبية لا تخدم الواقع المصرى و لا قضايا المجتمع المصرى و على رأسها قضايا التطور و مرحلة الجمهورية الجديدة و لا حتى شعار أو توجه المهرجان لمح أو حمل فلسفة الجمهورية الجديدة فتلك المهرجانات يتابعها و يشاهدها الألاف من محبى المسرح و عشاقه و هى فرصة لجعل تلك المهرجانات و فعالياتها هى الضوء و المصباح المنير لتلك الإنجازات و لزيادة الوعى الوطنى تجاه تلك الإنجازات فى الجمهورية الجديدة
و حتى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى و المعاصر جاء بعيدا عن التجريب و المعاصرة لا لفنون المسرح و لا حتى المعاصرة و التجريب فى موضوعات و قضايا المجتمع المصرى و تاه فى إشكالية ما هو التجريب و ما هى المعاصرة و جاء بشكل تقليدى بحت بعيدا عن فكرة التجريب و المعاصرة بعروض ضعيفة فنيا لا تخدم المسرح و لا المجتمع ثقافيا و لا تحمل قضايا المجتمع و خصوصا أنه مهرجان دولى به عروض من عدة دول بها ممثلين و مخرجين أجانب كان من الأجدى أن يستغل المهرجان ءلك فى نشر فلسفة الجمهورية الجديدة و مراحل تطورها للمثقفين من تلك الدول حتى إذا عادوا إلا بلادهم حملوا معهم الثقافة المصرية الجديدة فى الجمهورية الجديدة فالثقافة من القوى الناعمة المصرية لم يستغلها مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى
إجمالا و دون الدخول فى تحليلات العروض فى تلك المهرجانات المسرحية و إلتى صنعت صيفا مسرحيا ساخنا و لكنها لم تكن على مستوى الحدث فلا صوت يعلو فوق هذا الحدث و هو حدث الجمهورية الجديدة فى كل المجالات و التطور الظاهر ماديا للعيان فى كل المجالات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و العسكرية و لم يأت الحدث الثقافي و خصوصا الحدث المسرحى مواكبا لحدث الجمهورية الجديدة و لا متماشيا معه و لا مع إيقاعه السريع
الناقد على النجمى، عضو نقابة المهن التمثيلية، أمين حزب مستقبل وطن حدائق المعادى و معلم خبير بالتعليم.

Related posts

Leave a Comment